دعاء الجوشن الصغير

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ : إِلَهِي كَم مِّنْ عَدُوٍّ انْتَضَى عَلَيَّ سَيْفَ عَدَاوَتِهِ ، وَشَحَذَ لِي ظُبَةَ مُِدْيَتِهِ وَأَرْهَفَ لِي شَبَا حَدِّهِ ، وَدَافَ لِي قَوَاتِلَ سُمُومِهِ ، وَسَدَّدَ إِلَيَّ صَوائِبَ سِهامِهِ ، وَلَمْ تَنَمْ عَنِّي عَيْنُ حِرَاسَتِهِ ، وَأَضْمَرَ أَنْ يَسُومَنِيَ الْمَكْرُوهَ ، وَيُجَرِّعَنِي ذُعَافَ مَرَارَتِهِ ، فَنَظَرْتَ إِلَى ضَعْفِي عَنِ احْتِمَالِ الْفَوَادِحِ ، وعَجْزِي عَنِ الِانْتِصارِ مِمَّنْ قَصَدَنِي بِمُحَارَبَتِهِ ، وَوَحْدَتِي فِي كَثِيرٍ مِمَّنْ نَاوَانِي وَأَرْصَدَ لِي فِيما لَمْ أُعْمِلْ فِكْرِي فِي الإِرْصَادِ لَهُمْ بِمِثْلِهِ ، فَأَيَّدتَّنِي بِقُوَّتِكَ ، وَشَدَدتَّ أَزْرِي بِنُصْرَتِكَ وَفَلَلْتَ لِي حَدَّهُ ، وَخَذَلْتَهُ بَعْدَ جَمْعِ عَدِيدِهِ وَحَشْدِهِ ، وَأَعْلَيْتَ كَعْبِي عَلَيْهِ ، وَوَجَّهْتَ مَا سَدَّدَ إِلَيَّ مِنْ مَكَايدِهِ إِلَيْهِ وَرَدَدْتَهُ عَلَيْهِ ، وَلَمْ يَشْفِ غَلِيلَهُ ، وَلَمْ تَبْرُدْ حَزَازَاتُ غَيْظِهِ ، وَقَدْ عَضَّ عَلَى أَنَامِلِهِ ، وَأَدْبَرَ مُوَلِّياً قَدْ أَخْفَقَتْ سَرَايَاهُ ، فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّ مِن مُّقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ ، وَذِي أَنَاةٍ لا يَعْجَلُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْنِي لِنَعْمَائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ وَلآلائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ . إِلَهِي وَكَم مِّنْ بَاغٍ بَغَانِي بِمَكَايدِهِ ، وَنَصَبَ لِي أَشْرَاكَ مَصايدِهِ ، وَوَكَّلَ بِي تَفَقُّدَ رِعايَتِهِ ، وَأضْبَأَ إِلَيَّ إِضْبَاءَ السَّبُعِ لِطَرِيدَتِهِ ، انْتِظَاراً لانْتِهَازِ فُرْصَتِهِ ، وَهُوَ يُظْهِرُ بَشَاشَةَ الْمَلَقِ ، وَيَبْسُطُ وَجْهاً غَيْرَ طَلِقٍ ، فَلَمّا رَأَيْتَ دَغَلَ سَرِيرَتِهِ وَقُبْحَ مَا انْطَوى عَلَيْهِ لِشَرِيكِهِ فِي مِلَّتِهِ ، وأَصْبَحَ مُجْلِباً لِي فِي بَغْيِهِ ـ أَرْكَسْتَهُ لأمِّ رَأْسِهِ وَأَتَيْتَ بُنْيَانَهُ مِنْ أَسَاسِهِ، فَصَرَعْتَهُ فِي زُبْيَتِهِ ، وَرَدَّيْتَهُ فِي مَهْوَى حُفْرَتِهِ ، وَجَعَلْتَ خَدَّهُ طَبَقاً لِتُرابِ رِجْلِهِ ، وَشَغَلْتَهُ فِي بَدَنِهِ وَرِزْقِهِ ، وَرَمَيْتَهُ بِحَجَرِهِ ، وَخَنَقْتَهُ بِوَتَرِهِ ، وَذَكَّيْتَهُ بِمَشَاقِصِهِ ، وَكَبَبْتَهُ لِمَنْخِرِهِ ، وَرَدَدْتَ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ ، وَرَبَقْتَهُ بِنَدامَتِهِ ، وَفَسَأْتَهُ بِحَسْرَتِهِ فَاسْتَخْذَأَ وَتَضَاءَلَ بَعْدَ نَخْوَتِهِ ، وانْقَمَعَ بَعْدَ اسْتِطَالَتِهِ ، ذَلِيلاً مَأْسُوراً فِي رِبْقِ حِبَالَتِهِ ، الَّتِي كانَ يُؤَمِّلُ أَنْ يَرَانِي فِيهَا يَوْمَ سَطْوَتِهِ ، وَقَدْ كِدْتُ ـ يا رَبِّ لَوْلا رَحْمَتُكَ ـ أَنْ يَحُلَّ بِي مَا حَلَّ بِسَاحَتِهِ ، فَلَكَ الْحَمْدُ يَا رَبِّ مِن مُّقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ ، وَذِي أَنَاةٍ لا يَعْجَلُ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْنِي لِنَعْمَائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ وَلآلائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ . إِلَهِي وَكَم مِّنْ حَاسِدٍ شَرِقَ بِحَسْرَتِهِ ، وَعَدُوٍّ شَجِيَ بِغَيْظِهِ ، وَسَلَقَنِي بِحَدِّ لِسَانِهِ ، وَوَخَزَنِي بِمُوقِ عَيْنِهِ ، وَجَعَلَنِي غَرَضاً لِمَرامِيهِ ، وَقَلَّدَنِي خِلالاً لَمْ تَزَلْ فِيهِ ، نادَيْتُكَ يا رَبِّ مُسْتَجِيراً بِكَ ، واثِقاً بِسُرْعَةِ إِجَابَتِكَ ، مُتَوَكِّلاً عَلى مَا لَمْ أَزَلْ أَتَعَرَّفُهُ مِنْ حُسْنِ دِفَاعِكَ ، عَالِماً أَنَّهُ لا يُضْطَهَدُ مَنْ أَوَى إِلَى ظِلِّ كَنَفِكَ ، وَلَنْ تَقْرَعَ الْحَوادِثُ مَنْ لَجَأَ إِلَى مَعْقِلِ الِانْتِصَارِ بِكَ ، فَحَصَّنْتَنِي مِنْ بَأْسِهِ بِقُدْرَتِكَ ، فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّ مِن مُّقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ ، وَذِي أَنَاةٍ لا يَعْجَلُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْنِي لِنَعْمَائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، وَلآلائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ . إِلَهِي وَكَم مِّنْ سَحَائِبِ مَكْرُوهٍ جَلَّيْتَهَا ، وَسَمَاءِ نِعْمَةٍ مَطَرْتَهَا ، وَجَدَاوِلِ كَرَامَةٍ أَجْرَيْتَهَا ، وَأَعْيُنِ أَحْداثٍ طَمَسْتَهَا ، وَنَاشِئَةِ رَحْمَةٍ نَشَرْتَهَا ، وَجُنَّةِ عَافِيَةٍ أَلْبَسْتَهَا ، وَغَوامِرِ كُرُبَاتٍ كَشَفْتَهَا ، وَأُمُورٍ جَارِيَةٍ قَدَّرْتَهَا ، لَمْ تُعْجِزْكَ إِذْ طَلَبْتَهَا ، وَلَمْ تَمْتَنِعْ مِنْكَ إِذْ أَرَدتَّهَا ، فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّ مِن مُّقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ ، وَذِي أَنَاةٍ لا يَعْجَلُ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْنِي لِنَعْمَائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، وَلآلائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ . إِلَهِي وَكَم مِّنْ ظَنٍّ حَسَنٍ حَقَّقْتَ ، وَمِنْ كَسْرِ إِمْلاقٍ جَبَرْتَ ، وَمِنْ مَسْكَنَةٍ فَادِحَةٍ حَوَّلْتَ ، وَمِنْ صَرْعَةٍ مُهْلِكَةٍ نَعَشْتَ ، وَمِن مَّشَقَّةٍ أَرَحْتَ ، لا تُسْأَلُ عَمَّا تَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ، وَلا يَنْقُصُكَ مَا أَنْفَقْتَ ، وَلَقَدْ سُئِلْتَ فَأَعْطَيْتَ ، وَلَمْ تُسْأَلْ فَابْتَدَأْتَ ، وَاسْتُمِيحَ بَابُ فَضْلِكَ فَما أَكْدَيْتَ ، أَبَيْتَ إِلَّا إِنْعَاماً وَامْتِنَاناً ، وَإِلَّا تَطَوُّلاً ـ يا رَبِّ ـ وَإِحْسَاناً ، وَأَبَيْتُ إِلَّا انْتِهَاكاً لِحُرُمَاتِكَ ، وَاجْتِرَاءً عَلى مَعَاصِيكَ ، وَتَعَدِّياً لِحُدُودِكَ ، وَغَفْلَةً عَنْ وَعِيدِكَ وَطَاعَةً لِعَدُوِّي وَعَدُوِّكَ ، وَلَمْ يَمْنَعْكَ ـ يَا إِلَهِي وَنَاصِرِي ـ إِخْلالِي بِالشَّكْرِ عَنْ إِتْمَامِ إِحْسَانِكَ ، وَلا حَجَزَنِي ذَلِكَ عَنِ اِرْتِكَابِ مَسَاخِطِكَ . اَللَّهُمَّ وَهَذا مَقَامُ عَبْدٍ ذَلِيلٍ اعْتَرَفَ لَكَ بِالتَّوْحِيدِ وَأَقَرَّ عَلَى نَفْسِهِ بِالتَّقْصِيرِ فِي أَدَاءِ حَقِّكَ وَشَهِدَ لَكَ بِسُبُوغِ نِعْمَتِكَ عَلَيْهِ ، وَجَمِيلِ عَادَتِكَ عِنْدَهُ ، وَإِحْسَانِكَ إِلَيْهِ ، فَهَبْ لِي ـ يَا إِلَهِي وَسَيِّدِي ـ مِنْ فَضْلِكَ مَا أُرِيدُهُ إِلَى رَحْمَتِكَ ، وَأَتَّخِذُهُ سُلَّماً أَعْرُجُ فِيهِ إِلَى مَرْضَاتِكَ ، وَآمَنُ بِهِ مِنْ سَخَطِكَ ، بِعِزَّتِكَ وَطَوْلِكَ وَبِحَقِّ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ـ ، فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّ مِن مُّقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ ، وَذِي أَنَاةٍ لا يَعْجَلُ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْنِي لِنَعْمَائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، وَلآلائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ . إِلَهِي وَكَم مِّنْ عَبْدٍ أَمْسَى وَأَصْبَحَ فِي كَرْبِ الْمَوْتِ ، وَحَشْرَجَةِ الصَّدْرِ ، وَالنَّظَرِ إِلى ما تَقْشَعِرُّ مِنْهُ الْجُلُودُ ، وَتَفْزَعُ لَهُ الْقُلُوبُ ، وَأَنا فِي عَافِيَةٍ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ ، فَلَكَ الْحَمْدُ يَا رَبِّ مِن مُّقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ ، وَذِي أَنَاةٍ لا يَعْجَلُ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْنِي لِنَعْمَائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، وَلآلائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ . إِلَهِي وَكَم مِّنْ عَبْدٍ أَمْسَى وَأَصْبَحَ سَقِيماً مُوجِعاً فِي أَنَّةٍ وَعَوِيلٍ ، يَتَقَلَّبُ فِي غَمِّهِ لا يَجِدُ مَحِيصاً وَلا يُسِيغُ طَعَاماً وَلا شَرَاباً ، وَأَنَا فِي صِحَّةٍ مِنَ الْبَدَنِ وَسَلامَةً مِنَ الْعَيْشِ كُلُّ ذَلِكَ مِنْكَ ، فَلَكَ الْحَمْدُ يَا رَبِّ مِن مُّقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ ، وَذِي أَنَاةٍ لا يَعْجَلُ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْنِي لِنَعْمَائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، وَلآلائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ . إِلَهِي وَكَم مِّنْ عَبْدٍ أَمْسَى وَأَصْبَحَ خائِفاً مَرْعُوباً مُشْفِقاً وَجِلاً هَارِباً طَرِيداً مُنْجَحِراً فِي مَضِيقٍ وَمَخْبَأَةٍ مِنَ الْمَخابِئِ ، قَدْ ضَاقَتْ عَلَيْهِ الأَرْضُ بِرُحْبِهَا ، لا يَجِدُ حِيلَةً وَلا مَنْجًى وَلا مَأْوًى ، وَأَنَا فِي أَمْنٍ وَطُمْأَنِينَةٍ وَعَافِيَةٍ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ ، فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّ مِن مُّقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ ، وَذِي أَنَاةٍ لا يَعْجَلُ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي لِنَعْمَائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، وَلآلائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ . إِلَهِي وَسَيِّدِي وَكَم مِّنْ عَبْدٍ أَمْسى وَأَصْبَحَ مَغْلُولاً مُكَبَّلاً فِي الْحَدِيدِ بَأَيْدِي الْعُداةِ لا يَرْحَمُونَهُ ، فَقِيداً مِنْ أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ مُنْقَطِعاً عَنْ إخْوَانِهِ وَبَلَدِهِ ، يَتَوَقَّعُ كُلَّ ساعَةٍ بِأَيِّ قِتْلَةٍ يُقْتَلُ ، وَبِأَيِّ مُثْلَةٍ يُمَثَّلُ بِهِ ، وَأَنَا فِي عَافِيَةٍ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ ، فَلَكَ الْحَمْدُ يَا رَبِّ مِن مُّقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ ، وَذِي أَناةٍ لا يَعْجَلُ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْنِي لِنَعْمَائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، وَلآلائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ . إِلَهِي وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسَى وَأَصْبَحَ يُقاسِي الْحَرْبَ وَمُبَاشَرَةَ الْقِتَالِ بِنَفْسِهِ قَدْ غَشِيَتْهُ الأَعْدَاءُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ بِالسُّيُوفِ وَالرِّمَاحِ وَآلَةِ الْحَرْبِ ، يَتَقَعْقَعُ فِي الْحَدِيدِ قَدْ بَلَغَ مَجْهُودَهُ لا يَعْرِفُ حِيلَةً وَلا يَجِدُ مَهْرَباً ، قَدْ أُدْنِفَ بِالْجِراحَاتِ أوْ مُتَشَحِّطاً بِدَمِهِ تَحْتَ السَّنَابِكِ وَالأَرْجُلِ ، يَتَمَنَّى شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ أَوْ نَظْرَةً إِلَى أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ لا يَقْدِرُ عَلَيْهَا ، وَأَنَا فِي عَافِيَةٍ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ ، فَلَكَ الْحَمْدُ يَا رَبِّ مِن مُّقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ ، وَذِي أَنَاةٍ لا يَعْجَلُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْنِي لِنَعْمَائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، وَلآلائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ . إِلَهِي وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسَى وَأَصْبَحَ فِي ظُلُمَاتِ الْبِحارِ وَعَوَاصِفِ الرِّيَاحِ وَالأَهْوَالِ وَالأمْوَاجِ ، يَتَوَقَّعُ الْغَرَقَ وَالْهَلاكَ ، لا يَقْدِرُ عَلَى حِيلَةٍ ، أَوْ مُبْتَلًى بِصَاعِقَةٍ أَوْ هَدْمٍ أَوْ حَرْقٍ أَوْ شَرْقٍ أَوْ خَسْفٍ أَوْ مَسْخٍ أَوْ قَذْفٍ ، وَأَنَا فِي عَافِيَةٍ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ ، فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّ مِن مُّقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ ، وَذِي أَنَاةٍ لا يَعْجَلُ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْنِي لِنَعْمَائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، وَلآلائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ . إِلهِي وَكَم مِّنْ عَبْدٍ أَمْسَى وَأَصْبَحَ مُسافِراً شَاخِصاً عَنْ أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ ، مُتَحَيِّراً فِي الْمَفَاوِزِ ، تَائِهاً مَعَ الْوُحُوشِ وَالْبَهَائِمِ وَالْهَوامِّ ، وَحِيداً فَرِيداً لا يَعْرِفُ حِيْلَةً وَلا يَهْتَدِي سَبِيلاً ، أَوْ مُتَأَذِّياً بِبَرْدٍ أَوْ حَرٍّ أَوْ جُوعٍ أَوْ عُرْيٍ أَوْ غَيْرِهِ مِنَ الشَّدائِدِ مِمَّا أَنَا مِنْهُ خِلْوٌ فِي عَافِيَةٍ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ ، فَلَكَ الْحَمْدُ يَا رَبِّ مِن مُّقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ ، وَذِي أَنَاةٍ لا يَعْجَلُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْنِي لِنَعْمَائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، وَلآلائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ . إِلهِي وَسَيِّدِي وَكَم مِّنْ عَبْدٍ أَمْسى وَأَصْبَحَ فَقِيراً عَائِلاً عَارِياً مُمْلِقاً مُخْفِقاً مَهْجُوراً جَائِعاً ظَمْآنَ ، يَنْتَظِرُ مَنْ يَعُودُ عَلَيْهِ بِفَضْلٍ، أَوْ عَبْدٍ وَجِيهٍ عِنْدَكَ هُوَ أَوْجَهُ مِنِّي عِنْدَكَ وَأَشَدُّ عِبَادَةً لَكَ ، مَغْلُولاً مَقْهُوراً قَدْ حُمِّلَ ثِقْلاً مِنْ تَعَبِ الْعَناءِ وَشِدَّةِ الْعُبُودِيَّةِ ، وَكُلْفَةِ الرِّقِّ ، وَثِقْلِ الضَّرِيبَةِ ، أَوْ مُبْتَلًى بِبَلاءٍ شَدِيدٍ لا قِبَلَ لَهُ إِلَّا بِمَنِّكَ عَلَيْهِ ، وَأَنَا المَخْدُومُ المُنَعَّمُ الْمُعَافَى الْمُكَرَّمُ فِي عَافِيَةٍ مِمَّا هُوَ فِيهِ ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ مِن مُّقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ ، وَذِي أَنَاةٍ لا يَعْجَلُ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْنِي لِنَعْمَائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، وَلآلائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ . إِلَهِي وَسَيّدِي وَكَم مِّنْ عَبْدٍ أَمْسَى وَأَصْبَحَ عَلِيلاً مَرِيضاً سَقِيماً مُدْنَفاً عَلَى فُرُشِ الْعِلَّةِ وَفِي لِبَاسِهَا يَتَقَلَّبُ يَمِيناً وَشِمالاً ، لا يَعْرِفُ شَيْئاً مِنْ لَذَّةِ الطَّعَامِ وَلا مِنْ لَذَّةِ الشَّرَابِ ، يَنْظُرُ إِلَى نَفْسِهِ حَسْرَةً لا يَسْتَطِيعُ لَهَا ضَرّاً وَلا نَفْعاً ، وَأَنَا خِلْوٌ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ فَلا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ مِن مُّقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ ، وَذِي أَنَاةٍ لا يَعْجَلُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْنِي لَكَ مِنَ الْعَابِدِينَ ، وَلِنَعْمَائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، وَلآلائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ ، وَارْحَمْنِي بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . مَوْلايَ وَسَيِّدِي ، وَكَم مِّنْ عَبدٍ أَمْسَى وَأَصْبَحَ وَقَدْ دَنَا يَوْمُهُ مِنْ حَتْفِهِ ، وَأَحْدَقَ بِهِ مَلَكُ الْمَوْتِ فِي أَعْوَانِهِ يُعَالِجُ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ وَحِيَاضَهُ ، تَدُورُ عَيْنَاهُ يَمِيناً وَشِمَالاً يَنْظُرُ إِلَى أَحِبَّائِهِ وَأَوِدَّائِهِ وَأَخِلَّائِهِ ، قَدْ مُنِعَ مِنَ الْكَلامِ ، وَحُجِبَ عَنِ الْخِطَابِ ، يَنْظُرُ إِلَى نَفْسِه حَسْرَةً لا يَسْتَطِيعُ لَهَا ضَرّاً وَلا نَفْعاً ، وَأَنَا خِلْوٌ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ ، فَلا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ مِن مُّقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ ، وَذِي أَنَاةٍ لا يَعْجَلُ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْنِي لِنَعْمَائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، وَلآلائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ ، وَارْحَمْنِي بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . مَوْلايَ وَسَيِّدِي ، وَكَم مِّنْ عَبْدٍ أَمْسَى وَأَصْبَحَ فِي مَضايِقِ الْحُبُوسِ وَالسُّجُونِ وَكُرَبِهَا وَذُلِّها وَحَدِيدِهَا يَتَدَاوَلُهُ أَعْوَانُهَا وَزَبَانِيَتُهَا فَلا يَدْرِي أَيُّ حالٍ يُفْعَلُ بِهِ ؟ وَأَيُّ مُثْلَةٍ يُمَثَّلُ بِهِ ؟ فَهُوَ فِي ضُرٍّ مِنَ الْعَيْشِ وَضَنْكٍ مِنَ الْحَيَاةِ يَنْظُرُ إِلَى نَفْسِهِ حَسْرَةً لا يَسْتَطِيعُ لَهَا ضَرّاً وَلا نَفْعاً ، وَأَنَا خِلْوٌ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ فَلا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ مِن مُّقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ ، وَذِي أَنَاةٍ لا يَعْجَلُ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْنِي لَكَ مِنَ الْعَابِدِينَ ، وَلِنَعْمَائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، وَلآلائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ ، وَارْحَمْنِي بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . سَيِّدِي وَمَوْلايَ وَكَم مِّنْ عَبْدٍ أَمْسَى وَأَصْبَحَ قَدِ اسْتَمَرَّ عَلَيْهِ الْقَضَاءُ ، وَأَحْدَقَ بِهِ الْبَلاءُ وَفَارَقَ أَوِدَّاءَهُ وَأَحِبَّاءَهُ وَأَخِلّاءَهُ ، وَأَمْسَى أَسِيراً حَقِيراً ذَلِيلاً فِي أَيْدِي الْكُفَّارِ وَالأَعْدَاءِ يَتَدَاوَلُونَهُ يَمِيناً وَشِمَالاً قَدْ حُصِرَ فِي الْمَطامِيرِ ، وَثُقِّلَ بِالْحَدِيدِ ، لا يَرى شَيْئاً مِنْ ضِياءِ الدُّنْيَا وَلا مِنْ رَوْحِهَا ، يَنْظُرُ إِلَى نَفْسِهِ حَسْرَةً لا يَسْتَطِيعُ لَهَا ضَرّاً وَلا نَفْعاً ، وَأَنَا خِلْوٌ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ ، فَلا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ مِن مُّقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ ، وَذِي أَنَاةٍ لا يَعْجَلُ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْنِي لَكَ مِنَ الْعَابِدِينَ ، وَلِنَعْمَائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، وَلآلائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ ، وَارْحَمْنِي بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . وَعِزَّتِكَ يَا كَرِيمُ لأَطْلُبَنَّ مِمَّا لَدَيْكَ ، وَلأُلِحَّنَّ عَلَيْكَ ، وَلأَمُدَّنَّ يَدِي نَحْوَكَ مَعَ جُرْمِها إِلَيْكَ ، يَا رَبِّ فَبِمَنْ أَعُوذُ وَبِمَنْ أَلُوذُ ، لا أَحَدَ لِي إِلَّا أَنْتَ ، أَفَتَرُدُّنِي وَأَنْتَ مُعَوَّلِي وَعَلَيْكَ مُتَّكَلِي ؟ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلَى السَّمَاءِ فاسْتَقَلَّتْ ، وَعَلَى الأَرْضِ فَاسْتَقَرَّتْ ، وَعَلَى الْجِبالِ فَرَسَتْ ، وَعَلَى اللَيْلِ فَأظْلَمَ ، وَعَلَى النَّهَارِ فَاسْتَنَارَ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَقْضِيَ لِي حَوَائِجِي كُلَّهَا ، وَتَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي كُلَّهَا صَغِيرَهَا وَكَبِيرَهَا ، وَتُوَسِّعَ عَلَيَّ مِنَ الرِّزْقِ مَا تُبَلِّغُنِي بِهِ شَرَفَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . مَوْلايَ ، بِكَ اسْتَعَنْتُ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَعِنِّي ، وَبِكَ اسْتَجَرْتُ فَأَجِرْنِي ، وَأَغْنِنِي بِطَاعَتِكَ عَنْ طَاعَةِ عِبَادِكَ ، وَبِمَسْأَلَتِكَ عَنْ مَسْأَلَةِ خَلْقِكَ ، وَانْقُلْنِي مِنْ ذُلِّ الْفَقْرِ إِلَى عِزِّ الْغِنَى ، وَمِنْ ذُلِّ الْمَعَاصِي إِلَى عِزِّ الطَّاعَةِ فَقَدْ فَضَّلْتَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِكَ جُوداً مِنْكَ وَكَرَماً ، لا بِاسْتِحْقاقٍ مِنِّي . إِلَهِي فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى ذلِكَ كُلِّهِ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي لِنَعْمَائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، وَلآلائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ . ثم تسجد وتقول: (( سَجَدَ وَجْهِي الذَّلِيلُ لِوَجْهِكَ الْعَزِيزِ الْجَلِيلِ ، سَجَدَ وَجْهِي الْبَالِي الْفَانِي لِوَجْهِكَ الدَّائِمِ الْبَاقِي ، سَجَدَ وَجْهِي الْفَقِيرُ لِوَجْهِكَ الْغَنِيِّ الْكَبِيرِ ، سَجَدَ وَجْهِي وَسَمْعِي وَبَصَرِي وَلَحْمِي وَدَمِي وَجِلْدِي وَعَظْمِي وَمَا أَقَلَّتِ الأَرْضُ مِنّي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . اَللَّهُمَّ عُدْ عَلَى جَهْلِي بِحِلْمِكَ ، وَعَلَى فَقْرِي بِغِنَاكَ ، وَعَلَى ذُلِّي بِعِزِّكَ وَسُلْطَانِكَ ، وَعَلَى ضَعْفِي بِقُوَّتِكَ ، وَعَلَى خَوْفِي بِأَمْنِكَ وَعَلَى ذُنُوبِي وَخَطَايَايَ بِعَفْوِكَ وَرَحْمَتِكَ يَا رَحمَنُ يَا رَحِيمُ . اَللَّهُمَّ إِنِّي أَدْرَأُ بِكَ فِي نَحْرِ فُلان بْنِ فُلان ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ فَاكْفِنِيهِ بِما كَفَيْتَ بِهِ أَنْبِيَاءَكَ وَأَوْلِيَاءَكَ مِنْ خَلْقِكَ وَصَالِحِي عِبَادِكَ مِنْ فَرَاعِنَةِ خَلْقِكَ وَطُغَاةِ عُدَاتِكَ وَشَرِّ جَمِيعِ خَلْقِكَ ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ )) .